النهار
أطلقت الجامعة الأنطونية حملة للتوعية على أهمية تدوير النفايات في حرم الجامعة الرئيس في بعبدا الحدت. وتتوجّه الحملة الى الطلاب الجامعيين، وتندرج في اطار السياسة الخضراء التي اعتمدتها الجامعة منذ أكثر من عامين.
وقال المدير الاداري والمالي للجامعة الأب أنطوان عزيز: "أصبحت قضية البيئة وحمايتها والمحافظة عليها من مختلف أنواع التلوّث من أهمّ قضايا العصر. ومن المؤسف أن ليس هناك في لبنان استراتيجية واضحة أو خطة وطنية أو تشريعات أو قوانين ناظمة تساهم في ضبط التعديات المتمادية على البيئة والحد ّمن تفاقم المعضلة"، مشيرا الى أن "تقلص المساحات الخضراء المتزايد وتلوّث الهواء والمياه الجوفية وانتشار المكبّات العشوائية في مختلف المناطق، أدلة فاضحة على الفشل الذريع للسياسات المتبعة، رغم التكلفة الباهظة والاموال الطائلة التي أنفقها لبنان في هذا المجال في العقدين الأخيرين".
ونبّه الى أن "اي سياسة بيئية لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم تقترن وتبدأ بالتصرّف المسؤول لدى الفرد المواطن في المنزل أولا، ثمّ في المدرسة والجامعة فالمؤسسة"، لافتا الى ان "المشكلة البيئية هي مشكلة تربوية وثقافية في الدرجة الأولى واحترام البيئة يتطلب تغييرا جذريا في الأنماط السلوكية السائدة والنموذج الحضاري المسيطر القائم على مجتمع استهلاكي لا يعبأ بتبعات أفعاله".
وحذر رئيس جمعية الأرض - لبنان بول أبي راشد من خطورة تفاقم المشكلة البيئية في لبنان. واشار الى أن "لبنان يرزح حاليا تحت وطأة ما يناهز 4500 طن من النفايات، علما أن 2500 منها تتركز فقط في بيروت وضواحيها. من دون أن ننسى ان في لبنان اليوم نحو 700 مكب موزّعة على مختلف المناطق اللبنانية". وانتقد السياسات المتبّعة من الحكومة والتكلفة العالية لمعالجة النفايات، و"هي من بين الأغلى في العالم اذ تبلغ معالجة طن واحد من النفايات في لبنان 160 دولارا، في حين لا تتعدّى قيمة العملية نفسها في مصر الستة دولارات".
ودعا الطلاب الى رفض بناء محارق جديدة وحضهم على التحرّك لمنع ذلك. كما عرض المنافع البيئية والمادية لعملية تدوير النفايات، وعرض أيضا نتائج مشروع التدوير في الجامعة الأنطونية الذي سمح بانقاذ 44 شجرة عبر تدوير 2600 كلغ من الورق. وفي الختام قدّم "مستر تنك" وهو مكبس مخصص للعبوات المصنوعة من الألومينوم تصل قدرته الى سحق 2000 عبوة، ودعا الحضور الى تجربته.