النهار -
في إطار نشاطاته الثقافية، أطلق نادي ليونز جزين برئاسة جاكلين عازوري عيد، مشروعاً يهدف الى تكريم أدباء وشعراء منطقة جزين، يتضمن سلسلة من الندوات الثقافية التكريمية التي ستشكل مرحلة تمهيدية لإستكمال المشروع بانشاء متحف تراثي ثقافي، يحتضنه دير سيدة مشموشة تحت إسم "متحف أدباء منطقة جزين"،ويحوي تراث الأدباء والشعراء من أبناء المنطقة وسيرهم الذاتية، فضلا عن إنجازاتهم، وذلك تخليداً" لذكراهم.
إنطلق المشروع بندوة ثقافية أقيمت على مسرح دير سيدة مشموشة مساء السبت، خصصت لتكريم كوكبة من شعراء وأدباء المنطقة الحاضرين والغائبين وهم: طبيب القلب والكاتب الدكتور زيدان كرم، شاعر الأغنية اللبنانية الراحل مارون كرم، الأب الراحل البروفسور لويس الحاج،الأب لويس جبر أبو عتمي والكاتب والصحافي سمير عطا الله.
وبعد ترحيب لليون فريال نمّور حداد، قالت جاكلين عيد: "نقدم هذا العمل وفاء للمبدعين والمفكرين من أبناء هذه المنطقة، فيقدم هذا المشروع هدية وفاء للذين حملوا في قلوبهم وأفكارهم وأقلامهم وأقوالهم روحاً مستوحاة من هموم منطقتنا وقضاياها وجمالها فأبدعوا الكلمات والإيقاعات والأنغام".
وكان أول المكرمين الطبيب والكاتب الدكتور زيدان كرم إبن مدينة جزين، الذي قدمته رئيسة اللجنة الثقافية في اتحاد بلديات منطقة جزين أيلين حرفوش، فإعتبر في كلمته أن "مهنة الطب إنسانية سامية بعيدة من المنفعة المادية، مستشهداً بقول للمطران الياس عودة كان وجهه للأطباء قائلاً، "أنتم قطعة من الله " لأنكم تنعشون المريض بعد توقف قلبه عن الخفقان عندما يصلكم الى الطوارىء، وهذه رسالة وموهبة منحكم إياها الخالق من دون غيركم".
وعن كتابه "كميل شمعون بقلم طبيبه " كشف كرم أنه أصدره بعد 27 سنة على وفاة الرئيس الراحل كميل شمعون لأنه شعر في حال الإهتراء السياسي الذي وصل اليه البلد".
الى شاعر الأغنية اللبنانية الراحل مارون كرم إبن بلدة بحنين في قضاء جزين، فتحدث جورج غانم عن سيرة مميزة للشاعر الذي أغنى الأغنية اللبنانية، وكان ممن صنعوا مجدها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، فزخرت المكتبة الفنية بمؤلفاته، وكتب للأرض والإنسان والجيش والوطن..."
وعرّفت الآنسة كلود الأشقر بالأب البروفسور الراحل لويس الحاج، الغائب الأكثر حضوراً اليوم بين أهله وأصدقائه وأبناء منطقته، الراهب اللبناني الماروني من بلدة بتدين اللقش الذي أحدث نهضة في المؤلفات الموسيقية الليتورجية.
ثم يعرّف جميل جبر بالأب لويس جبر أبو عتمي، الأديب وأستاذ اللغة العربية والفلسفة واللاهوت، ليقول المكرم أننا: "نحاول استثمار الوزنة أو الموهبة التي سيّرها الرب علينا من فضله لا من فضلنا ، حتى يكون لحياتنا هدف وقيمة ونكهة ومعنى فلا نميل الى البطالة ولا نخلّ بالأمانة".
ورأى الأب أبو عتمي أن خير تكريم للأديب أن نطالع كتبه بروية ونجالسه ونؤانسه في وقت لم يعد أحد يهتم بالكتاب".
أخيراً عرّفت الليون هدى أبو سليمان بالكاتب والصحافي سمير عطا الله قائلة: "لم تسمح لي الأيام في ان أتعرّف به صغيراً وإن كنا ننتمي الى بلدة واحدة هي بتدين اللقش، لكن ظروف الحياة جمعتني به في زمن متأخر وكان اسمه يكبر في عالم الصحافة والكلمة، فاستخلصت بعضاً من صفاته وشخصيته فهو اسم ليس ككل الأسماء وصديق ليس ككل الأصدقاء معه تشعر بالأمان والمعرفة والمرح".
واكتفى عطا الله بشكر القيمين على هذا التكريم الذي اعتبر أهم تكريم تلقاه في حياته، رغم كلّ الأوسمة والشهادات العالمية لأنه نابع من أبناء منطقته.