النهار –
نعت نقابتا الصحافة والمحررين أمس الصحافي الزميل عدلي الحاج عن 82 عاماً امضى 65 عاماً منها في مهنة البحث عن المتاعب.
وفي نبذة عن حياته: "ولد في 11 آب 1930، والده الصحافي الكبير لويس الحاج ووالدته ماري عقل، في بلدة قيتولي، قضاء جزين.
ترعرع عدلي في كنف والد احترف الصحافة في جريدة "النهار"، وانضم هو بدوره إليها عام 1947 وكان لا يزال في السابعة عشرة، فعمل أولاً مصحح بروفات قبل أن يصير محرراً.
عمل أيضاً في صحف "الناس" و"الأحرار" و"لسان الحال" و"العمل" و"الأنوار"، فـ "النهار" مجدداً، مع مرور قصير في الإذاعة اللبنانية، قبل أن تحمله الحرب عام 1980 إلى لندن حيث عمل في صحيفة "الشرق الأوسط" (مع دور تأسيسي في شقيقتها مجلة "سيدتي") حتى عام 1992 حين عاد إلى لبنان وإلى "النهار" التي انطلق منها، وفيها أنهى عام 2009 مسيرة مهنية طويلة امتدت 62 عاماً.
نشط في نقابة المحررين مدة طويلة، وكان أمين سر لمجلس النقابة بين 1960 و 1973.
نال عام 1972 وسام الاستحقاق في عهد الرئيس سليمان فرنجية وحكومة الرئيس صائب سلام. وجاءت مبادرة تكريمه من نقابة المحررين كونه أصغر صحافي في لبنان وقتها أمضى ربع قرن في المهنة.
ولعدلي الحاج مئات إن لم يكن آلاف المقالات في السياسة والخواطر الأدبية. وقد عرف بعذوبة اللغة وسلاسة الأسلوب وعمق المعاني. ولم يكن قلمه إلا مستقلاً، لا يلين للرياح السياسية والمصلحية ولا يهتدي إلا ببوصلة الوطنية والاستقامة.
وعدلي الحاج مثال الصحافي المحترف الذي عمل في مختلف أقسام الصحف، فغطى مجلس النواب أيام العز السياسي، مثلما غطى المؤتمرات والقمم. وكان بارعاً في الصياغة والتصحيح والعنونة فكان سكرتير تحرير ومدير تحرير بامتياز.
ابن العائلة الصحافية الكبرى هو أيضاً ابن عائلة صحافية بالمعنى الحرفي للكلمة، فإلى كونه نجل شيخ الصحافيين لويس الحاج، هو شقيق الشاعر والصحافي أنسي الحاج، ووالد أنطوان مدير التحرير في صحيفة "الحياة"."
بعد هذه الرحلة الطويلة، يغمد عدلي الحاج قلمه ويعود إلى بلدته التي لطالما عشق معانقة ترابها والتظلل بأفياء صنوبراتها".
يحتفل بالصلاة لراحة نفسه الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الاثنين في كنيسة مار جرجس في الشياح، ثم ينقل جثمانه إلى مسقطه قيتولي – جزين.